5/17/25

في تلك اللحظة، كانت تماضر مستعدة لفعل أي شيء للتخلص من نبضات الألم التي تدق رأسها بلا هوادة.  . تجرعت محتويات الفنجان دفعة واحدة بلا تفكير. وتلفتت حول الغرفة تنتظر أثرا ملموسا لما تناولته.
الضفادع الزاهية التي تسبح في الحوض ازداد زهوها، وصارت تسحب وراءها ذيولا براقة بنفس لونها. صوت نسمات الجبل التي تتخلل صخور قمته وقعت كالريش اللطيف على مسامع تماضر. وبعد وهلة اختفى أثر الألم ، وحل محله شعور عميق بالراحة.  
 
صارت تطفو إلى الأعلى وتبتعد عما حولها. تلتفت إلى اليسار وترى أمها متربعة وتصب لنفسها بيالة نعناع وهي تدندن مع عزف عود رقيق. نشاط أمها المفضل كل عصرية منذ أن عرفت نفسها.
 
رفعت الأم عينيها لتتأمل تماضر بحنان، وقوست فمها بابتسامة، فردت عليها تماضر بابتسامة مثية ، وهي تمد يدها تجاه أمها التي انفطر قلبها مليون مرة بفقدها، ومليون أخرى بفوات آوان الاعتذار منها.
 
انسحبت ملامح البهجة من وجه أم تماضر، ورمع أنفها وهي تنظر لابنتها باشمئزاز. شهقت تماضر مفجوعة من وجه أمها الغاضب، وشعرت أنها تسقط لأطمار سحيقة وهي تشاهد وجهها يبدأ بالتآكل والتفتت، ويطير مع الرياح كالعجاج.
 
ضاقت رئتي تماضر، كأنها تحاول التنفس من تحت بطانية من الطين اللزج، وتناهى صدى صوت أخيها وهو يلومها ”شوفي وش سويتي بأمي“. 
 
تصرخ مذعورة! تلتفت ليمينها، وترى موضي تهدئها وتذكرها بالتنفس عميقا. شهيق. زفير.

Previous

Next

بودكاست قصة مع خالد